عيد الشكر 2025: كل ما تريد معرفته عن أدفأ تقاليد أمريكا
مع حلول فصل الخريف وأوراق الشجر المتساقطة، تبدأ أجواء الاحتفال بإحدى أعرق التقاليد الأمريكية. إنه عيد الشكر، أو كما يشيع تسميته “عيد الديك الرومي”، المناسبة التي تزيّن فيها الموائد وتجتمع فيها القلوب.
في هذا الدليل الشامل، سنتعرّف معًا على قصة هذا العيد، طقوسه الفريدة، وأبرز ملامح الاحتفال به في الخميس، 27 نوفمبر 2025.
الجذور التاريخية: من أين بدأ العيد؟
تعود جذور عيد الشكر إلى أوائل القرن السابع عشر، وتحديداً في خريف عام 1621، عندما جمعت وليمة حصاد وفير بين المستوطنين الإنجليز (الحجاج) وأفراد من شعب “وانبانواغ” الأصليين في مستعمرة بليموث. هذه الوليمة، التي استمرت ثلاثة أيام، كانت بمثابة تعبير عن الامتنان للبقاء على قيد الحياة وحصاد successful. على مر القرون، تحوّل هذا الحدث إلى عطلة وطنية يُحتفل بها في الخميس الرابع من شهر نوفمبر كل عام.

طقوس العيد: أكثر من مجرد وجبة!
يتميز عيد الشكر بمجموعة من التقاليد التي تحوّله من مجرد عطلة إلى تجربة عائلية فريدة:
- الوليمة التقليدية: في قلب الاحتفال تقف المائدة العامرة. الديك الرومي المشوي هو نجم اليوم، يُحشى عادةً بخليط من الخبز والكرفس والأعشاب. يرافقه طبق البطاطا الحلوة بالمارشملو، وصلصة التوت البري الحامضة والحلوة، وفطيرة اليقطين (القرع) كحلوى تاجرة على المائدة.
- “عفو الرئيس” الرمزي: من أبرز الطقوس السياسية الشعبية هو قيام الرئيس الأمريكي بـ “العفو” رسميًا عن ديك رومي (أو اثنين) في حفل ضوئي في البيت الأبيض، لينعما بقية عمرهما في مزرعة بدلاً أن ينتهيا في الفرن!
- المواكب والرياضة: لا يكتمل العيد بدون مشاهدة موكب Macy’s الشهير في نيويورك، الذي يملأ الشوارع بالبالونات العملاقة وعروض Broadway. كما أن كرة القدم الأمريكية جزء أساسي من اليوم، حيث تتجمع العائلات لمشاهدة المباريات الكبيرة معًا.
- الجمعة البيضاء (Black Friday): يُعتبر اليوم التالي للعيد (الجمعة) البوابة الرسمية لموسم تسوق عيد الميلاد، حيث تغرق المتاجر في عروض وتخفيضات هائلة يتطلع إليها الملايين.

توقعات عيد الشكر 2025: ما الجديد هذا العام؟
مع حلول العيد في 27 نوفمبر 2025، من المتوقع أن تستمر بعض الاتجاهات الحديثة مع الحفاظ على الجوهر التقليدي:
- الاستدامة وجودة الطعام: تزداد شعبية شراء الديك الرومي العضوي أو الذي يتم تربيته في مراعٍ طبيعية. كما أن الاهتمام بالأطباق الجانبية المحضرة من مكونات محلية وعضوية في ازدياد ملحوظ.
- الدمج بين التقاليد والحداثة: بينما تظير الوليمة التقليدية هي الأساس، نرى انتشار وصفات جديدة تدمج نكهات من ثقافات مختلفة، مما يضفي تنوعًا على المائدة الأمريكية.
- التكنولوجيا تجمع الأحباب: لم تعد المسافة حاجزًا. ستظير مكالمات الفيديو جزءًا أساسيًا من العيد للعائلات الممتدة، مما يسمح لأفراد الأسرة في مختلف الولايات أو حتى خارج البلاد بمشاركة اللحظة.
- التركيز على “الامتنان”: في عالم سريع الخطى، يبقى الجزء الأهم من العيد هو تخصيص وقت لكل فرد حول المائدة ليعبر عما يشعر بالامتنان تجاهه، مؤكدًا على القيم العائلية والإنسانية التي يمثلها اليوم.
الخلاصة: لماذا لا يزال العيد محبوبًا؟
عيد الشكر هو أكثر من مجرد يوم عطلة أو وجبة دسمة. إنه وقفة سنوية للامتنان، وفرصة ثمينة لتقوية الروابط العائلية، وتذكير بأن أبسط وأجمل الأشياء في الحياة غالبًا ما تكون غير مادية. إنه اليوم الذي تعلو فيه القيم الإنسانية على كل شيء، ويخرج الجميع وقلوبهم مليئة بالدفء والأمل.
تعمّق أكثر في التجهيز المبكر للحفلات الشتوية
ختامًا، سواء كنت في الولايات المتحدة أو في أي مكان آخر في العالم، يمكنك أن تستلهم روح هذا العيد. اجمع من تحب، أعد وجبة خاصة، وخذ لحظة لتعبر عن امتنانك. كل عام وأنتم بألف خير! 🦃🙏🍂
